السبت، 20 يونيو 2015

زمن العز

عزيزي القارء ربما تتفاجأ إن علمت أن العرب عرفو الجامعات قبل أن يعرفها الغرب بقرنين من الزمن وبالضبط في العام 830 م. وقد كان لهذه الجامعات نظام داخلي فكان للطالب زي خاص به كما للأستاذ زي خاص وكانت تصرف للطالب منحة دراسية وكان التعليم بالمجان ولجميع الطبقات دون إستثناء.  وكان يتوفر للطلاب أيضا سكنا جامعيا وكانت هذه الجامعات تستقطب الطلاب من شتى بقاع العالم كما تستقطب الاساتذة والعلماء وكانت العقول حينها تهاجر صوب العالم العربي وكانت المكتبات العامة المزودة بأحدث الإصدارات تفتح أبوابها للجميع.
واهتمت الدولة يومها بصحة الفرد فكانت المستشفيات قد بنيت قبل ذلك بثمانين عام وكانت الخدمة فيها مجانية وكانت تستقبل المرضى وأسرهم وتقدم لهم العلاج والغذاء والمساعدة وتوفر لهم البيئة المناسبة للإستشفاء فكانت تتزين بالحدائق والنوافير وكانت تتسم بالإتساع والفخامة والجمال وكانت مزودة بحمامات وصيدليات وكانت تلحق بها قاعات للمحاضرات والدروس كما كانت تشمل مكتبات طبية ضخمة.
وبحلول القرن العاشر كان في قرطبة وحدها 700 مسجد و70 مكتبة، شملت أكبرها 600000 كتاب وكان يتم نشر ما مجموعه 60000 دراسة وقصيدة ومؤلفة كل سنة. وكان في مكتبة القاهرة مليونين كتاب. وفي مكتبة طرابلس في لبنان أكثر من 3 ملايين كتاب. كما أن الأعمال التي الفها العرب في تلك الفترة تزيد عن تلك التي ألفها الغرب بلغاته اللاتينية واليونانية مجتمعتين...فحقا إنه زمن العز.

0 التعليقات :

إرسال تعليق